مع الثورة الهائلة التي يشهدها العالم في ميادين تقنية البث الفضائي التي يتوازى معها تطور سريع في انتقال المعلومات عبر الإنترنت، أصبح من المغالطة التفكير بأن هذه التقنية يمكن محاصرتها من خلال رقابة إلكترونية عليها، بل إنه حتى لو نجحنا في هذه الرقابة مؤقتاً فقد تحمل لنا السنوات القليلة القادمة مزيداً من التطور التقني الذي يفقد أية رقابة فعاليتها.
ومع قناعتي التامة أن هذا التطور سيكون إيجابياً لخدمة البشرية في مجالات متعددة وسيعطي الباحثين بكافة جوانب المعرفة مساحة واسعة للتواصل، ولتبادل الخبرات لخدمة البشرية, إلا أن ما أخشى هو الجانب السلبي، وهو استغلال الكثير من المحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية لتسويق سلوكيات تهدم منظومة المجتمع الأخلاقية وتؤثر في سلوكيات أبنائنا، خاصة أن المجتمعات العربية والإسلامية عاشت في ظل منظومة أخلاقية وقيمية مستمدة من عقيدتها ومن تراثها.
في ظل هذا الوضع القادم من حقنا أن نسأل أنفسنا عن الخطط التي وضعها التربويون لتأهيل أبنائنا للتعامل مع عصر الفضائيات، فمن الخطأ أن ننتظر وقوع المشكلة ثم نفكر في البحث عن حل، إن واقعنا يؤكد أنها وقعت فعلاً لكن أمامها بعض الصعوبات التي تحول دون تفاقمها، كحجب بعض المواقع الإلكترونية السيئة والحاجة إلى تركيب أطباق لاقطة للبث الفضائي، لكن هذه الموانع قد تكسرها التقنية قريباً وينفلت الأمر من أيدينا ولا يبقى إلا ما زرعناه في أبنائنا من قيم فاضلة تحول بينهم وبين الانغماس في الجانب السلبي لهذا التدفق التقني الذي يحمل في طياته الخير والشر. وفي تصوري أننا لو بدأنا بتقديم جرعات توعوية لطلابنا وطالباتنا بدءاً من المرحلة التمهيدية وضاعفنا هذه الجرعات مع تدرج الطلبة في مراحل التعليم وركزنا فيها على بيان الإيجابيات والسلبيات وحاولنا إقناعهم بإسلوب منطقي بعيد عن التوجيه المباشر إلى أهمية استثمار التقنية في ما ينفع، وتطوير ثقافتهم من خلالها، والبعد عن كل ما يثير غرائزهم وشهواتهم، وذلك من خلال موضوعات في حصص القراءة والحاسب الآلي تكون جزءاً من المنهج الذي يدرسه الطالب للنجاح. إن هذه الطريقة هي إحدى الأساليب التي يمكن تطبيقها لمساعدتنا على بناء رقابة ذاتية في نفوس أبنائنا وبناتنا، وستثير في دواخلهم تساؤلات هامة عن خطورة هذا الموضوع وأثره في خلخلة قيمهم الثقافية والأخلاقية، ولعل وزارة التربية والتعليم تدرس جدوى هذه الفكرة وتسعى لتنفيذها طالما أننا لا نمتلك بدائل غيرها. وقد يكون من المناسب أيضاً أن يتوازى مع هذه الطريقة جهد إعلامي في البرامج الموجهة للأطفال لتنمية الحس الرقابي لديهم.
إنني أطرح هذا الموضوع الهام للقراء وأتمنى أن نتعاون جميعاً كتربويين وإعلاميين للاستعداد لمواجهة المد الفضائي الذي قد يستحيل على كل الوسائل الرقابية إيقافه، بتنمية حس رقابي يقلل من أثره السلبي على مجتمعنا.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
ومع قناعتي التامة أن هذا التطور سيكون إيجابياً لخدمة البشرية في مجالات متعددة وسيعطي الباحثين بكافة جوانب المعرفة مساحة واسعة للتواصل، ولتبادل الخبرات لخدمة البشرية, إلا أن ما أخشى هو الجانب السلبي، وهو استغلال الكثير من المحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية لتسويق سلوكيات تهدم منظومة المجتمع الأخلاقية وتؤثر في سلوكيات أبنائنا، خاصة أن المجتمعات العربية والإسلامية عاشت في ظل منظومة أخلاقية وقيمية مستمدة من عقيدتها ومن تراثها.
في ظل هذا الوضع القادم من حقنا أن نسأل أنفسنا عن الخطط التي وضعها التربويون لتأهيل أبنائنا للتعامل مع عصر الفضائيات، فمن الخطأ أن ننتظر وقوع المشكلة ثم نفكر في البحث عن حل، إن واقعنا يؤكد أنها وقعت فعلاً لكن أمامها بعض الصعوبات التي تحول دون تفاقمها، كحجب بعض المواقع الإلكترونية السيئة والحاجة إلى تركيب أطباق لاقطة للبث الفضائي، لكن هذه الموانع قد تكسرها التقنية قريباً وينفلت الأمر من أيدينا ولا يبقى إلا ما زرعناه في أبنائنا من قيم فاضلة تحول بينهم وبين الانغماس في الجانب السلبي لهذا التدفق التقني الذي يحمل في طياته الخير والشر. وفي تصوري أننا لو بدأنا بتقديم جرعات توعوية لطلابنا وطالباتنا بدءاً من المرحلة التمهيدية وضاعفنا هذه الجرعات مع تدرج الطلبة في مراحل التعليم وركزنا فيها على بيان الإيجابيات والسلبيات وحاولنا إقناعهم بإسلوب منطقي بعيد عن التوجيه المباشر إلى أهمية استثمار التقنية في ما ينفع، وتطوير ثقافتهم من خلالها، والبعد عن كل ما يثير غرائزهم وشهواتهم، وذلك من خلال موضوعات في حصص القراءة والحاسب الآلي تكون جزءاً من المنهج الذي يدرسه الطالب للنجاح. إن هذه الطريقة هي إحدى الأساليب التي يمكن تطبيقها لمساعدتنا على بناء رقابة ذاتية في نفوس أبنائنا وبناتنا، وستثير في دواخلهم تساؤلات هامة عن خطورة هذا الموضوع وأثره في خلخلة قيمهم الثقافية والأخلاقية، ولعل وزارة التربية والتعليم تدرس جدوى هذه الفكرة وتسعى لتنفيذها طالما أننا لا نمتلك بدائل غيرها. وقد يكون من المناسب أيضاً أن يتوازى مع هذه الطريقة جهد إعلامي في البرامج الموجهة للأطفال لتنمية الحس الرقابي لديهم.
إنني أطرح هذا الموضوع الهام للقراء وأتمنى أن نتعاون جميعاً كتربويين وإعلاميين للاستعداد لمواجهة المد الفضائي الذي قد يستحيل على كل الوسائل الرقابية إيقافه، بتنمية حس رقابي يقلل من أثره السلبي على مجتمعنا.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة